الأحد، 7 فبراير 2016

قصّة الرّفق بالحيوان



عاد أسامة من زيارته للرّيف مسروراً...
فبعد النزهة الجميلة واللعب مع أبناء العم أهداه علي ابن عمه قطاً صغيراً ليسليه ...
قام أسامة بربط القط في مكان مظلم في حديقة المنزل وصعد إلى حجرته بعد أن تناول العشاء ...
ظل القط يموء بصوت عال فهو جوعان ويرتعش من البرد ويخاف من نباح الكلاب الذي يسمعه ...

وبينما استعد أسامة للنوم دخل عليه أبوه ومعه شريط وقال: السلام عليك يا ولدي أرجو أن تسمع هذا الشريط قبل أن تنام ....
شكر أسامة والده قبل أن ينصرف من حجرته ثم قام بوضع الشريط في جهاز التسجيل...
انبعث من التسجيل نشيد جميل عن الرّفق بالحيوان ...
فهم أسامة ماذا يعني أبوه فهو يلفت انتباهه لهذا القط المسكين ... ولكنّه قال لنفسه ... 
الطقس الليلة بارد والحديقة مظلمة والصباح قريب ثم أخذه النوم ...
 فرأى في منامه أنه موثوق بالحبال مع جزارٍ وفلاح ورأى رجلاً عظيماً يجلس على 
منصة وأمامه يقف القط الصغير ونعجة وحمار يتكلمون بلغة البشر

فقال القط: سيدي القاضي أريد القصاص من هذا الطفل فقد ربطني وجوعني و خوفني ولم يرحمني وقالت النعجة: وأنا أريد القصاص من الجزار فقد ذبح ابني أمامي ولم يحد له الشفرة ولم يعرض عليه ماءاً أو طعاماً قبل الذبح ولم يرحمنا....وقال الحمار : وأنا أريد القصاص من الفلاح فهو يحملني ما لا أطيق ويضربني ضربا قاسياً بسبب و بدون سبب ويطيل جوعي....

 فنظر القاضي إلى أسامة والجزار والفلاح قائلا : أتنكرون شيئاً مما تقول الحيوانات الشاكية....فلم يستطع أحد منهم الرد ...فقال القاضي: أيها الجنود مكنوا هذه الحيوانات المظلومة من أخذ حقها ... وانطلق الجنود ومعهم الحيوانات ناحية أسامة ومن معه فقام من نومه يصرخ لا... لا ... لا.... لا تؤذوني ...

ووجد نفسه على سريره فحمد الله وقام مسرعاً... أخذ بطاريته وأخرج طعاماً من الثلاجة ونزل مسرعاً للقط فأطعمه وسقاه وحمله إلى مكان آمن دافئ وهو يردد
 أستغفر الله ...أستغفر الله ....
سامحني أيها القط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق